أخيرا أسدل الستار علي مسلسل المدير الفني للزمالك عقب تعاقد مجلس الإدارة مع الألماني هولمان كخليفة للهولندي رود كرول الذي حقق كأس مصر مع الفريق في موسمه الوحيد بالقلعة البيضاء.
وقبل الحديث والخوض عن اغتصاب الأحلام الوردية لجماهير الزمالك في التعاقد مع اسم لامع من الأسماء التي أعلنها مسئولو الزمالك علي مسامعنا طيلة الثلاث اشهر الماضية , يجب أن نتحدث أولا عن واقعية التعاقد مع هذا الرجل صاحب الإنجازات , ففي البداية يجب أن أشير إلي أن هولمان مدرب ليس بالقليل ولا بالفاشل , خصيصا إذا علمنا أن أعظم تجاربه كانت عربية وبالأخص مصرية حينما كان مسئولا عن الإدارة الفنية للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي المصري , حيث استطاع الحصول مع الفريق علي الدوري عامين متتاليين 95/96 و 96/97 إضافة إلي بطولة كأس مصر عام 95/96 , وعلي المستوي العربي فقد حصل هولمان مع الأهلي علي بطولة الأندية العربية أبطال الكؤوس عام 95 إضافة إلي بطولة النخبة العربية عام 97 قبل أن يترك هولمان الأهلي هاربا في حادثة مشابهة لهروب ميشيل العام الماضي عن الزمالك بسبب إغراءات العروض.
وبنظرة شاملة لتاريخ هولمان التدريبي سنجده حافل جدا بالبطولات مع العديد من الأندية التي قام بتدريبها فقد عمل هولمان في السعودية والكويت والإمارات وقطر وألمانيا وتركيا وقاد فرقا كبيرة لبطولات عديدة مما يؤكد مسيرة الرجل الناجحة التي لا يجب الإجحاف بها كأقل حقوق الرجل الذي يعد ضمن صانعي تاريخ العديد من الأندية الكبيرة صاحبة الصيت المحلي والقاري والعالمي.
والي هنا لا أجد سبا لليأس الذي يسيطر علي الغالبية من الجماهير البيضاء التي تشاءمت بالتعاقد مع هولمان , ليعلن البعض توقعات ممزوجة بالقلق من المستقبل , فيما تفرغ الآخرون لمقارنة فشل هولمان مع الوكرة القطري بفشل كرول , إلي غير هذا من العديد من الردود والتعبيرات المعبرة عن حالة من عدم الرضا السائدة لدي الجماهير علي قرارا مجلس الإدارة بالتعاقد مع الألماني.
ولكن .. وبنظرة أخري إلي الجانب الآخر في القضية سنجد السبب الرئيسي لحالة عدم الرضا التي تسيطر علي الجماهير واضحا جليا , فلا أحد يستطيع أن ينكر أن تصريحات مجلس الإدارة بمفاوضاتهم مع أسماء مدربين عالميين كان سببا رئيسيا في بناء أحلام ليست بالقليلة لدي تلك الجماهير المتعطشة لأي خبر قد يكون في مصلحة البيت الأبيض حتى ولو لم يقبله العقل.
ولم لا بعد أن رأي الجميع ذاكيروني الإيطالي بميت عقبة , وأعلن المجلس عن مفاوضاته مع خافيرا أورتا , بعد أن أكد عباس أن ديلبيوسكي رفضه المجلس قبل التعاقد مع كرول!
حتى علي سبيل صفقات اللاعبين طغت الواقعية واغتصبت الأحلام الوردية ولم نري الصفقة التي لم يتوقعها أحد كما تخيل البعض علي طيلة شهور ماضية, فبعد أن ترددت أنباء اقتراب ميدو ومونتاري من الزمالك وجدنا المجلس يتعاقد مع أمير عزمي وعمرو عادل..!
إن إمكانيات عباس المادية كانت سببا رئيسيا في تشجيع بناء الأحلام لدي الجماهير بسرعة , خصوصا مع اعتقاد الكثيرين أن المال وحده هو الذي يستطيع بناء زمالك جديد قادر علي مناطحة الأندية العالمية , في الوقت الذي تجاهل فيه هؤلاء احترافية الإدارة وطبيعتها التي تتكون من فن وعلم .
خلاصة القول .. الألماني هولمان ليس سيئا ولا فاشلا بالقدر الذي تتحدث عنه الجماهير البيضاء الآن , ولكن واقعية الأمور أزعجت تلك الجماهير التي عاشت علي مدي ثلاث أشهر في أحلام وردية لم تري منها شيئا فاعتقدت آسفة أنها تحولت إلي كوابيس قد تسيء إلي مستقبل الزمالك القادم.
ومن هنا يجب علي الجماهير البيضاء أن تساير الأمور بواقعية وأن تغتصب أحلامها الوردية كما اغتصبتها إدارة ناديهم حينما تعاقدت مع الألماني هولمان الذي يتماشى كليا مع إمكانيات الزمالك المادية والفكرية ومقدرة تعامل رجاله باحترافية , لتساند المدير الفني الجديد بكل ما أوتيت من قوة وتدعو الله أن يحقق أحلامهم وأمانيهم ببطولات وليس بأسماء لامعة قد تأخذ من الزمالك ولا تعطي له , و ليعلم الجميع أن قدر تلك الجماهير هو الاستماع ليل نهار إلي تصريحات إعلامية تشعرنا دائما بأننا في الطريق لمناطحة أندية عالمية لنصحو علي واقع ليس بالمرير ولكنه بالحجم الذي نعيش جميعا فيه .