أصر أحد أقربائي الشباب على الزواج من فتاة لا يعرفها أهله ولا يدرون كيف عرفها.. فما كان من أمه عندما رأت إصراره إلا أن قالت: سأزورهم لأتعرف على الفتاة وأهلها؛ فرأت ما لا تتمناه أي أم لابنها وحبيبها وقرة عينها؛ فالفتاة طائشة، وأسرتها غير محافظة، ولكن الابن أصر وألح، وحاولت الأم، وتدخل الأب، ولكن دون جدوى.. قال: أريدها ولا أريد غيرها، فما كان من أهله إلا الموافقة وإتمام إجراءات الزواج!
واليوم هي زوجة القوامة ولها الأمر وعليه الطاعة!! ترافقه إلى الأسواق والمطاعم متبرجة متزينة متعطرة تلفت الأنظار، وما من رجل مرت به إلا وقد رأى منها ما رأى؛ فالعباءة تحتاج إلى عباءة! والبنطال الضيق الظاهر تحتها وقد تعرض من تعرض بالغمز واللمز دون حساب لأمر هذا المرافق (الزوج)!! الذي غفل عن قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ}..
تلك القوامة التي تتطلب رجلاً مسؤولاً يحمي أسرته ويغار على محارمه ويحفظ أهل بيته من الفساد والانحراف ويدلهم على الخير ويعينهم عليه؛ فالزوجة اليوم ستصبح أماً لأبنائه في الغد، فكيف ستربيهم؟ وكيف تنشئ أجيالاً قوية في دينها ومبادئها معتزة بأصالتها والتزامها وهي ليست قدوة لأبنائها من بنين وبنات؟! فكيف ستستطيع أن تربي من تحتاج أصلاً إلى تربية وإصلاح؟! بل والأمرَّ والأقسى أنها عندما تناصح يقول ـ وأمثاله كثير وللأسف ـ : دعوها فأنا أريدها كذلك!!
فوا أسفاه على شباب هذا اليوم كيف ماتت الغيرة في قلوبهم؟! كيف أصبحوا نساء في أثواب رجال!!
ما ظننا بالجيل القادم؟! فإنني والله أتعجب: أيريدها لغيره تلفت الأنظار؛ فتبدو جميلة متعطرة.. فماذا أبقت له؟!
أيها الرجال: تنبهوا!! تنبهوا قبل فوات الأوان!! تنبهوا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته!! تنبهوا فالله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..}
تنبهوا فأنتم مسؤولون؛ فأعدوا للسؤال جواباً!!